الدرس 13: الحركة الوطنية الليبية

المقدمة:


أهمّ أطوار الحركة الوطنيّة اللّيبيّة

كانت وضعية ليبيا مختلفة قليلا عن بقية دول المغرب فهي لم تخضع للاستعمار الفرنسي بل للاستعمار الإيطالي منذ سنة 1911 وقد واجهه الليبيون بكل شراسة بقيادة شيوخ العائلة السنوسية مثل عمر المختار وقد تواصلت هذه المقاومة إلى بداية الثلاثينات ومع نهاية الحرب العالمية الثانية توفرت ظروف جديدة مكنت ليبيا من الحصول على استقلالها. فما هي هذه الظروف الجديدة؟ وكيف تحصلت ليبيا على استقلالها؟

I- أثر الحرب العالمية الثانية على العمل الوطني بليبيا:

1. تأثير الحرب العالمية الثانية على ليبيا:

أ‌. معاناة الليبيين من أثار المعارك:

- تضرّر الليبيون بصفة مباشرة من المعارك التي دارت بين الإيطاليين والانقليز حيث قصفت طائرات الحلفاء المدن مثل مدينة مصراطة وتسببت في مقتل مئات الليبيين.

- معاناة الليبيين من نقص المواد الغذائية في فترة الحرب في الأرياف وفي المدن.

ب‌. تحرك السنوسيين الموجودين في مصر ضد إيطاليا:

- وقفت العائلة السنوسية بقيادة محمد ادريس السنوسي إلى جانب الجيش البريطاني للتخلص من النظام الفاشي الإيطالي على اعتبار أن ميثاق الأطلسي يحترم حق الشعوب في تقرير مصيرها.

- وعود بريطانية بعدم اخضاعهم للإيطاليين ثانية.

اقتسام ليبيا بين البريطانيين في الشمال والفرنسيين في الجنوب منذ سنة 1942.

2. نشاط وطني مكثف لكنه غير موحّد:

أ‌. ظرفية ملائمة بعد الحرب العالمية الثانية لتكثيف النشاط الوطني:

- نشأة جامعة الدول العربية التي كانت الداعم الأول لحركات تحرر الدول العربية من الاستعمار.

- نشأة العديد من الأحزاب الليبية في فترة الإدارة البريطانية.

ب‌. نشاط وطني مكثف بين 1943 و1947:

- تعدّد الأحزاب الليبية التي ترغب في الحفاظ على وحدة ليبيا مثل حزب العمّال ونادي عمر المختار

- مطالبة بعض الأحزاب بنظام حكم جمهوري مثل نادي عمر المختار.

- مطالبة بعض الأحزاب بالارتباط بمصر وخاصة جامعة الدول العربية مثل حزب الاتحاد المصري الطرابلسي ونادي عمر المختار.

- حزب وحيد طالب بحكم ملكي وراثي وهو الجبهة الوطنية ثم المؤتمر الوطني البرقاوي.

غياب وضوح الرؤية والتنسيق بين مكونات الحركة الوطنية الليبية.

II- التصدي للمناورات الاستعمارية وتحقيق الاستقلال:

1. المناورات الاستعمارية:

- ابقاء مصير ليبيا بيد الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية بمقتضى مؤتمر الصّلح بباريس في 10 فيفري 1947.

- كونت الدول المنتصرة لجنة رباعية للتحقيق في الأوضاع في ليبيا ورغم مطالبة كل الأطراف الليبية بالاستقلال فإنها قررت أن تبقى تحت الوصاية لعدة سنوات.

- النشاط السياسي من خلال مشاركة عناصر الحركة مثل محمد الأصرم والبشير صفر في المؤتمر الاستعماري بمرسيليا في سبتمبر 1906 وفي مؤتمر شمال إفريقيا الاستعماري في أكتوبر 1908 فكانا فرصة لتأكيد مطالب التونسيين أمام المجتمع الفرنسي الذي تفاعل معها جزئيا لكن السلط الاستعمارية قررت اللجوء الى القمع.

عدم التوصل إلى اتفاق بين كل الأطراف فعرضت القضية على منظمة الأمم المتحدة في ماي 1949.

2. تحقيق الاستقلال:

- اعتراض الليبيين بكل أطيافهم على المشروع الذي قدم إلى الأمم المتحدة واعتبرته بعض الدول مثل باكستان وبولونيا خيبة أمل للشعب الليبي وتوجها نحو تقسيمه إلى 3 مناطق وعلى الأمم المتحدة أن تتخذ موقفا صارما وموحدا للشعب الليبي الذي ضحى خلال الحرب بوقوفه إلى جانب الحلفاء فلا يجوز إخضاعه لأي وصاية من أي طرف كان.

- وفي 21 نوفمبر 1949 صدرت لائحة الجمعية العامة للأمم المتحدة التي عينت مندوبا عنها (يوم 10 ديسمبر) يتكفل في ظرف سنتين مساعدة الليبيين على تركيز دولتهم ووضع دستورهم وتحديد نظام حكمهم.

- ويوم 24 ديسمبر 1951 أعلن الملك محمد إدريس السنوسي قرار استقلال ليبيا وتوليه حكمها بتقويض من الليبيين.

الخاتمة :

لقد وجدت ليبيا نفسها في مأزق كبير بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ولم تعد للمقاومة المسلحة التي كانت قد خاضتها سابقا ضد المستعمر الإيطالي بل إن الجمعية العامة للأمم المتحدة وفرت لليبيين فرصة ثمينة للتوافق والاستقرار. . فهل سيتواصل حكم السنوسيين لهذا البلد أم ستعرف ليبيا تغيرا سياسيا كبيرا؟


دروس الجغرافيا

- الدرس 1: الوسط الطّبيعي بالمغرب العربي المزايا والضغوطات


- الدرس 2: الموارد الطّبيعيّة بالمغرب العربي


- الدرس 3: السكان والتنمية البشرية بالمغرب العربي


- الدرس 4: التنمية الاقتصادية بالمغرب العربي


- الدرس 5 : السكّان بالبلاد التونسيّة


- الدرس 6: التنمية الفلاحيّة بالبلاد التونسيّة


- الدرس 7: التنمية الصناعيّة بالبلاد التونسيّة


- الدرس 8: التنمية السّياحيّة بالبلاد التونسيّة


- الدرس 9: تنمية التجارة الخارجيّة بالبلاد التونسيّة


- الدرس 10: حصيلة التنمية بالبلاد التونسية