الدرس 6: الحرب الباردة

المقدمة:

إثر الحرب العالمية الثانية تراجع نفوذ القوى الاستعمارية الأوروبية وبرزت قوتان جديدتان تتنافسان على السيطرة على العالم وهما الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفياتي وبحكم عدم حدوث صدام مباشر بينهما رغم تغذيتهما لعدة حروب في العالم فقد سمّي هذا التنافس بالحرب الباردة. فما هي ملامح النظام العالمي الجديد إثر الحرب العالمية الثانية؟ وما هي أبرز الأزمات التي تسبب فيها إلى نهاية الخمسينات؟

I- نظام عالمي جديد تسيطر عليه القطبية الثنائية:

1. القطبية الثنائية:

- هي نظام دولي فرض على العالم في نهاية الحرب العالمية الثانية وتواصل إلى نهاية خمسينيات القرن العشرين.

- يقضي هذا النظام بتقاسم مناطق النفوذ في العالم بين الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد السوفياتي انطلاقا من أوروبا ووصولا إلى آسيا.

- لقد فرض الإتحاد السوفياتي على الدول الواقعة تحت نفوذه نظاما اشتراكيا للدولة دور رئيسي فيه سياسيا كان أو اقتصاديا أو اجتماعيا.

- أما الولايات المتحدة الأمريكية فقد وجدت في أوروبا الغربية ساحة مناسبة للنشاط السياسي بتدعيم الأحزاب الليبرالية، والاقتصادي بتطبيق مشروع مارشال لمساعدة الدول الأوروبية على إعادة بناء اقتصادها.

2. الأحلاف العسكرية:

أوجدت القطبية الثنائية تنافسا متواصلا على النفوذ اقتضى القيام بتحالفات عسكرية:

- منذ اتفاقية واشنطن في 4 أفريل 1949 تزعمت الولايات المتحدة الأمريكية حلف شمال الأطلسي الذي يضم دول أمريكا الشمالية وأغلب دول أوروبا الغربية إلى جانب اليونان وتركيا منذ سنة 1952 أما ألمانيا الغربية فقد انضمت إلى هذا الحلف سنة 1955.

- لمواجهة هذا التكتل العسكري القوي أنشأ الإتحاد السوفياتي حلف فرصوفيا في ماي 1955 وهو يضم دول أوروبا الشرقية إلى جانب ألمانيا الشرقية.

أوجد هذا التمركز خلف الأحلاف العسكرية نوعا من التوازن بين القوتين المتنافستين فتحول الصراع بينهما إلى حرب باردة.

II- الحرب الباردة:

1. تعريفها:

هو مصطلح يطلق على العلاقة غير الطبيعية بين الإتحاد السوفياتي والولايات المتحدة الأمريكية خلال فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية حيث كانت علاقتهما متوترة وإن لم تحدث حروب مباشرة بينهما فقد اقتصر الصراع على التجسس في المجالات الحساسة والتسابق على التسلح وخاصة النووي ودعم الأطراف الموالية التي قد لا تكون تابعة للحلف العسكري.

2. أبرز أزمات الحرب الباردة:


حصار برلين

- حصار الإتحاد السوفياتي لبرلين الغربية الذي كان ردة فعل على توحيد الحلفاء (الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا) لمناطق نفوذهم في ألمانيا تحت اسم ألمانيا الفدرالية وعاصمتها بون. لقد أراد ستالين الضغط على الحلفاء الغربيين ليتخلوا عن برلين الغربية لتكون برلين كاملة عاصمة لألمانيا الديمقراطية الواقعة تحت النفوذ السوفياتي لكن الولايات المتحدة الأمريكية وفرت لسكان برلين الغربية عبر جسر جوي حاجياتهم لمدة حوالي سنة من جوان 1948 إلى ماي 1949 حيث تخلى الإتحاد السوفياتي عن الحصار.


الحرب الكوريّة بين 1950 و1953

- الحرب الكورية بين 1950 و1953 لقد كان هذا البلد مسرحا لحرب دامية فقد تم تقسيمه إثر انسحاب اليابان منه إلى دولتين واحدة في الجنوب موالية للولايات المتحدة الأمريكية وثانية في الشمال موالية للاتحاد السوفياتي ويفصل بينهما خط العرض 38° (أنظر الخريطة) وأمام تدخل القوات العسكرية لكوريا الشمالية في جوان 1950 اضطرت الولايات المتحدة الأمريكية إلى قيادة قوات أممية (90 % منها أمريكية ) برية وبحرية كادت تستولي على كامل كوريا لولا التدخل الصيني الذي رفض الوجود الأمريكي على حدوده وضغط على القوات الأمريكية لتتراجع إلى ما دون الحدود القديمة وفي النهاية بعد كر وفر تم في جويليا 1953 الاقرار بوضعية ما قبل الحرب مع تغير طفيف.

كان لتدخل الصين في الحرب الكورية أثر مباشر على تواصل الحرب الباردة وعدم تحولها إلى مواجهات بين الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد السوفياتي.

الخاتمة :

شمل التنافس بين الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد السوفياتي مناطق أخرى من العالم مثل الهند الصينية( حرب بين 1946 و1954) وكوبا لكنه أعطى فرصة لبعض الدول الأخرى على تكثيف مطالبتها باستقلالها. فهل ستقف الولايات المتحدة الأمريكية مع حركات التحرر في العالم ضد حلفائها الأوروبيين؟


دروس الجغرافيا

- الدرس 1: الوسط الطّبيعي بالمغرب العربي المزايا والضغوطات


- الدرس 2: الموارد الطّبيعيّة بالمغرب العربي


- الدرس 3: السكان والتنمية البشرية بالمغرب العربي


- الدرس 4: التنمية الاقتصادية بالمغرب العربي


- الدرس 5 : السكّان بالبلاد التونسيّة


- الدرس 6: التنمية الفلاحيّة بالبلاد التونسيّة


- الدرس 7: التنمية الصناعيّة بالبلاد التونسيّة


- الدرس 8: التنمية السّياحيّة بالبلاد التونسيّة


- الدرس 9: تنمية التجارة الخارجيّة بالبلاد التونسيّة


- الدرس 10: حصيلة التنمية بالبلاد التونسية