الدرس 9: بلاد المغرب والأندلس من ق 2 هـ / 8 م إلى ق 5 هـ / 11 م
عناصر الدرس:
I- الأمويون بالأندلس وإسهاماتهم في الحضارة العربية الاسلامية:
2- اهتمام الأمويين بتعمير الأندلس وبالمجالات الفكرية والفنية:
II- إمارات المغرب خلال القرنين 2 و3 هـ وإسهاماتها في الحضارة العربية الاسلامية:
1- إمارات المغرب خلال القرنين 2 و3 هـ:
2- إشعاع القيروان على بقية إمارات المغرب:
III- الفاطميون والصنهاجيون وإسهاماتهم في الحضارة العربية الاسلامية:
2- تراجع دور القيروان نتيجة الصراع بين المالكيين والشيعة ثم انهياره بعد قدوم الهلاليين:
ساعد بعد المغرب عن السلطة المركزية العباسية في العراق على نشأة عدة إمارات معارضة لهم فيه. . فما هي هذه الإمارات وما هي أهم الأطوار التي مرت بها؟ وما هي أبرز إسهاماتها في الحضارة العربية الإسلامية؟
I- الأمويون بالأندلس وإسهاماتهم في الحضارة العربية الاسلامية:
( الوثائق من 1 إلى 4 ص 113 و 114 )
- أسس عبد الرحمان (الداخل ) بن هشام بن عبد الملك الفارمن العباسيين هذه الإمارة سنة 138 هـ / 756 م إثر افتكاكها من الوالي العباسي .
- أعلنها حفيده عبد الرحمان الناصر خلافة أموية سنة 300 هـ / 929 م .
- سقطت هذه الخلافة سنة 422 هـ / 1031 م حيث انقسمت الأندلس إلى عدة إمارات طائفية تسبب تنافسها واستعانة بعضها بالإمارات المسيحية الموجودة شمالها في سقوطها الواحدة تلو الأخرى بدءا بإمارة طليطلة وانتهاء بإمارة غرناطة.
2. اهتمام الأمويين بتعمير الأندلس وبالمجالات الفكرية والفنية:
- حاول الأمويون بالأندلس استعادة أمجادهم في المشرق بتجميل هذا البلد فاعتنوا بتعميره بالقصور والجوامع (وث 24 ص121) التي لازالت تشهد إلى اليوم على الاتقان الفائق في دقة العمارة والجمال الفني ولم يكن ذلك ممكنا لولا ازدهار الصناعات الحرفية المرتبطة بفن العمارة.
- كما اهتم الأمويون بالمجال الفكري فظهر في هذا البلد الفلاسفة والأطباء وعلماء في مجالات أخرى.
- كما ازدهر فن الموسيقى ( وث 22 ص 120) اثر قدوم زرياب من المشرق وقد وصل تأثيره إلى بلادنا مع المهاجرين الأندلسيين فيما بعد.
II- إمارات المغرب خلال القرنين 2 و3 هـ وإسهاماتها في الحضارة العربية الاسلامية:
1. إمارات المغرب خلال القرنين 2 و3 هـ:
- ( وث 5 ص 114 ) كانت إمارة بني مدرار من الخوارج الصفرية (نسبة إلى عبد الله بن الصفار الذي ثار على الأمويين سنة 65 هـ ) وقد أنشئت سنة 140هـ /757 م في الجنوب الشرقي للمغرب الأقصى واتخذت سجلماسة عاصمة لها. وقد استولى الفاطميون على هذه الإمارة سنة 296 هـ / 909 م .
- سنة (160هـ / 777 م ) أنشأ عبد الرحمان بن رستم إمارة خارجية ثانية في المغرب الأوسط ( الجزائر) تبنت الفكر الإباضي الأكثر إعتدالا من الفكر الصفري. وقد قضى عليها الفاطميون عند تأسيسهم لدولتهم أي سنة 296 هـ/ 909 م.
- (وث 6 ص 114 ) ظهرت إمارة الأدارسة الشيعية في المغرب الأقصى سنة 172 هـ / 788 م ورغم تمكن العباسيين من اغتيال مؤسسها ومؤسس مدينة فاس إلا أن أنصاره حافظوا على ولائهم لنسبه الشريف (انتظروا ميلاد ابنه ثم بايعوه عند بلوغه السن المناسبة للحكم).
- على خلاف بقية إمارات المغرب أنشئت الإمارة الأغلبية بموافقة العباسيين سنة 184 هـ /800 م على تعيين إبراهيم بن الأغلب أول أمرائها حيث أرادها هارون الرشيد بمثابة حاجز في إفريقية أمام توسع بقية الإمارات المعارضة الواقعة غربها. إلا أن الخطر قدم من هذه الإمارة ففي شمالها الغربي ( الشمال الشرقي للجزائر حاليا) ظهرت الدعوة الفاطمية فكانت هذه الإمارة آخر الإمارات التي ظهرت في منطقة المغرب لكنها كانت أولى الإمارات التي قضى عليها الفاطميون سنة 296 هـ/ 909 م .
2. إشعاع القيروان على بقية إمارات المغرب:
- ( وث 18 ص 119 ) يذكر ابن الصغير في تاريخه متحدثا عن سكان تاهرت في عهد الرستميين "وكانت مساجدهم عامرة وجامعهم يجتمعون فيه وخطيبهم لا ينكرون عليه شيئا" وهذا يؤكد التنوع الفكري في هذه المنطقة إلا أن إشعاع القيروان فاق إشعاع تاهرت وسجلماسة وحتى فاس رغم أهمية جامع القرويين فيها( وث 23 ص 121 ).
- لقد ساعد الاستقرار في عهد الأغالبة على ازدهارهذه الإمارة في كل المجالات فقد استولى الأغالبة على صقلية سنة 827 م بقيادة أسد بن الفرات مما زاد في توسيع مجال نفوذ الدولة. لقد اهتم الأغالبة بالمجال المعماري فأنشأوا مدنا أميرية كالعباسية ورقادة وبنوا رباط سوسة والفسقية كما اهتموا بالمجال الفكري فأنشأوا بيت الحكمة في رقادة الذي دعم دور القيروان وخاصة جامع عقبة بن نافع ( وث 23 ص121)(تمت توسعته عدة مرات في العهد الأغلبي). وقد برز في عهدهم عدة علماء منهم الامام سحنون (وث 20 ص 120) والطبيب ابن الجزارالقيرواني (وث 21 ص 120).
كانت القيروان مركز إشعاع على كامل منطقة المغرب.
III- الفاطميون والصنهاجيون وإسهاماتهم في الحضارة العربية الاسلامية:
- انطلاقا من سنة 296 هـ / 909 م عوض الفاطميون الأغالبة وبني مدرار وبني رستم ثم الأدارسة منذ 921 م في منطقة المغرب لكن ذلك لم يمنع محاولة الخوارج استرجاع نفوذهم من خلال ثورة مخـلد بـــــــن كـــيداد ( صاحب الحمار) التي كادت تقضي على الدولة الفاطمية لولا وقوف قبيلة صنهاجة إلى جانبها وهو ماجعل الفاطميين يمنحونهم إمارة المغرب قبل أن ينتقلوا إلى مصر سنة 362 هـ /973 م .
- فشل بنو زيري في الحفاظ على وحدة المغرب فقد أنشأ حماد إمارة( في الشمال الشرقي الجزائري ) اتخذت من القلعة عاصمة لها وأعلنت ولاءها للعباسيين ورغم المحاولات المتكررة فشل بنو زيري في استرجاع هذه الإمارة . وأمام النفور الشعبي من المذهب الشيعي وخاصة الموقف اللامبالي للفاطميين تجاه الأوضاع في المغرب قرر المعز بن باديس التخلي عن الولاء لهم وتحويله للعباسيين وهو ما أثار غضب الفاطميين( وث 16 ص 118 ) الذين قرروا معاقبته بإرسال قبائل بني هلال إلى إفريقية. انتشرت هذه القبائل في المنطقة وتسببت في تراجع مظاهر التحضر وهيمنة التفكك السياسي الكامل بعد تسليم بني زيري القيروان لها وانتقالهم إلى المهدية.
2. تراجع دور القيروان نتيجة الصراع بين المالكيين والشيعة ثم انهياره بعد قدوم الهلاليين:
- حاول الفاطميون مواصلة تعمير البلاد وتنمية الحياة الفكرية بالقيروان لكنهم اصطدموا برفض علمائها لهم وتمسكهم بالمذهب المالكي فانتقلوا إلى المهدية ثم إلى المنصورية وقرروا أخيرا الانتقال إلى مصر فبنوا القاهرة التي صرفوا عليها أموالا طائلة أرسلت من إفريقية كما أن الفاطميين نقلوا معهم عند مغادرتهم إفريقية عشرات الدواب المحملة بالذهب لاستخدامها لبسط نفوذهم في المشرق تاركين للصنهاجيين مهمة صعبة في إدارة شؤون منطقة منهكة ماليا ومهددة بالحركات الانفصالية .
- كانت الفترة الصنهاجية مشابهة في نشاطها الفكري للفترة الأغلبية ( وث 19 ص 119) لولا التنافر الحاصل بين المالكيين والشيعة لم يتحدث المؤرخون عن ازدهار حركة التعمير في العهد الصنهاجي لكنهم أكدوا على محافظة القيروان على مستوى إشعاعها وأن قدوم قبائل بني هلال تسبب في مغادرة أهل العلم للمدينة في اتجاه مناطق وبلدان أخرى ورثوْا القيروان بقصائد عدة منها قصيدة ابن رشيق القيرواني.
بعد إشعاعها لمدة قرون أصبحت القيروان بعد قدوم الهلاليين مدينة فقيرة بائسة تعيش من تحويل المواد المرتبطة بتربية الماشية.
لقد عاشت منطقتا المغرب والأندلس خلال الفترة الممتدة بين منتصف القرن الثاني ومنتصف القرن 5 هـ ازدهارا حضاريا شاملا ساهم في إثراء الحضارة العربية الإسلامية إلا أن التفكك الذي لم يكن عائقا في البداية أمام تحقيق الازدهار أصبح في منتصف القرن 5 هـ مرتبطا بانعدام الأمن وبالفوضى .فهل تتمكن المنطقتان من الخروج من هذه الفوضى؟