بحث حول: أسطورة تأسيس قرطاج
أسطورة تأسيس قرطاج
تقول الأسطورة، أنّ الأميرة علّيسة تعرّضت للغدر بعد وفاة والدها من طرف أخيها بيغماليون الذي قتل زوجها عاشر باص وذلك طمعا في ثروته الكبيرة وكان يرغب في الاستيلاء على حكم فينيقيا مكان أخته لأنّها خليفة الملك، فحاول اغتيالها لكنّها تمكّنت من الهرب عبر سواحل مدينة صور مع أعيان المدينة والمقرّبين إليها وأبحرت بعد أن حملت كلّ كنوزها معها.
وبعد رحلة طويلة، رست سفنها على سواحل شمال افريقيا، وقرّرت بناء مدينتها قرطاج أو "قَرْتْ حَدَشْتْ" وتعني القرية الحديثة. لكنّ ملك الأمازيغ رفض اعطاءها قطعة أرض لتبني عليها مدينتها المنشودة. وقال لها أن من حقّ الأجانب أن يمتلكوا قطعة أرض تساوي مساحة جلد ثور فقط لا غير، فقبلت عليسة بالعرض وسط دهشة الجميع.
أخذت عليسة جلد ثور وقصّته إلى أشرطة دقيقة طويلة أحاطت بها الهضبة التي تعرف حتى الآن بهضبة بيرصا وهي تعني بلغة السكان الأصليين "جلد ثور". وكان ذلك حجر الأساس لبناء حضارة مزدهرة قائمة على الملاحة والتجارة بين شرق البحر الأبيض المتوسط وغربه.
تمكّنت عليسة بفضل ذكائها وثروتها من بناء مدينة قرطاج التي أصبحت أبنيتها شامخة وميناءها البحري التجاري يعج بالسفن وتعاونت مع السكّان المحليّين وأشركتهم في البناء والتّجارة وكسبت ودّهم.
أعجب ملك الأمازيغ بعلّيسة ورغب في الاستفادة من مدينتها الحديثة التي صارت منارة يحتذى بها، فطلب يدها للزواج. لكنّ علّيسة كانت وفيّة لزوجها عاشر باص ولم ترغب في الوقت نفسه باستثارة غضب السكان الأصليّين وملكهم لأنّها كانت خائفة من الأثر السلبيّ الذي سيخلّفه رفضها لهذا الطّلب، ومن اعلان الحرب المحتمل والدمار الذي يمكن أن يلحق بالمدينة فقرّرت قتل نفسها بالسّيف ورمت نفسها في محرقة الجثث.
وكانت هذه أسطورة تأسيس قرطاج من قبل الأميرة الفينيقيّة علّيسة القادمة من مدينة صور ويؤكد المؤرخ الإغريقي تيمايوس أنّ هذه المدينة أنشئت قبل 38 سنة من العام الأولمبي أي سنة 814 ق.م.