الحسن ابن الهيثم

ولد الحسن ابن الهيثم في مدينة البصرة (في العراق) سنة 345هـ الموافق لـ 965م إبّان الخلافة العبّاسيّة، وكان عالما عربيّا مسلما ذو علم غزير وله اسهامات عديدة في مجال الرياضيّات والفيزياء والهندسة وعلم الفلك والفلسفة العلميّة وطبّ العيون ويعتبر مؤسّس علم البصريّات وقد اعتمد في تجاربه وبحوثه على المنهج العلميّ. وكان أوّل من شرّح عين الإنسان تشريحا كاملا موضّحا وظيفة كلّ جزء منها. وفي كتابه "المناظر" الذي دوّنه في سبع مجلّدات، كان الحسن ابن الهيثم أوّل من قال بأنّ عمليّة الإبصار تحدث في الدّماغ بدلا من العينين.

غلاف النسخة اللاتينيّة من كتاب المناظر 1572م

وقد خالف نظريّات اقليدس وبطليموس التي تقول أنّ العين هي التي ترسل الضوء للأجسام خلال عمليّة الإبصار، وأثبت أنّ الضّوء ينعكس على الأجسام ثمّ يأتي إلى العين، وينسب إلى ابن الهيثم وضع أسس اختراع الكاميرا، فقد صنع أوّل قمرة مظلمة والقمرة ذات الثقب، وكان ذلك أول نجاح في نقل صورة من الخارج إلى شاشة داخلية وقد اشتقّ الغرب اسم كاميرا من كلمة قمرة.

وقام ابن الهيثم بالعديد من البحوث لدراسة الظّواهر السّماويّة مثل قوس قزح وكسوف الشّمس وخسوفها والشّفق ونور القمر...كما اهتمّ بالمرايا والعدسات المكبّرة والمرايا المقعّرة والكرويّة في دراسة انكسار الضّوء وانعكاسه، وقد أورد ابن الهيثم في كتابه المناظر معادلة من الدّرجة الرّابعة حول انعكاس الضّوء على المرايا الكرويّة لازالت تعرف إلى يومنا هذا باسم "مسألة ابن الهيثم" وقد أثبت ابن الهيثم باستخدام التّجارب العلميّة أنّ الضّوء يسير في خطوط مستقيمة.

نسخة مخطوطة من كتاب المناظر

وحسب مؤرخي العصور الوسطى فقد كتب العالم الموسوعيّ ابن الهيثم ما يزيد عن 200 كتاب وقد فُقِد أغلبها ولم يصلنا منها إلاّ ما تمّ ترجمته إلى اللّغة اللّاتينيّة، وكان لكتاباته أثر عظيم على العلوم الغربيّة. توفي ابن الهيثم في القاهرة سنة 430هـ الموافق لـ 1040م، ومن أقواله المأثورة: " سعيت دومًا نحو المعرفة والحقيقة، وآمنت بأني لكي أتقرب إلى الله، ليس هناك طريقة أفضل من ذلك من البحث عن المعرفة والحقيقة."