الإدريسي

ولد محمّد الإدريسي في مدينة سبتة (في المغرب الأقصى) سنة 493هـ الموافق لـ 1100م إبّان حكم الدّولة المرابطيّة، وكان عالما عربيّا مسلما وهو من كبار الجغرافيّين على مرّ التّاريخ ويعتبر من مؤسّسي الجغرافيا الحديثة، فقد أبدع في رسم الخرائط التي اعتبرت حجر الأساس للاكتشافات الجغرافيّة في عصر النّهضة الأوروبيّة، إضافة إلى ذلك فقد درس الطبّ والفلسفة وعلم الفلك في قرطبة، وقد كتب في الأدب والشّعر وكان عالم في النّبات ومؤرّخا ورحّالة.

الإدريسي يعرض مجسّم الكرة الأرضيّة عند الملك روجر الثّاني

زار الإدريسي الحجاز وتِهامة ومصر، ووصل إلى فرنسا وانجلترا، ثمّ سافر إلى القسطنطينيّة (إسطنبول حاليّا) وآسيا الصّغرى (تركيا) وبعد ذلك استقرّ في صقليّة وحلّ ضيفا على ملكها النورماني روجر الثّاني الذي كان محبّا للعلم والمعرفة، فقد طلب من الإدريسي صنع مجسّم للكرة الأرضيّة من الفضّة وأن ينقش عليه خريطته، كما طلب منه تدوين رحلته في كتابه الشّهير "نزهة المشتاق في اختراق الآفاق" الذي استغرق في تأليفه 15 سنة.

خريطة الإدريسي

وقد قسّم الإدريسي في كتابه العالم إلى سبعة أقاليم وكلّ إقليم إلى عشر أقسام ثمّ وصف كلّ قسم ورسم له خريطة حدّد فيها المرتفعات والبحيرات واتّجاهات الأنهار إضافة إلى المدن الرّئيسيّة وحدود الدّول. واستعمل في رسم خرائطه خطوط الطّول وخطوط العرض. وأصبح كتابه مرجعا جغرافيّا لعلماء أوروبا لعدّة قرون. توفّي العالم الجغرافي محمّد الإدريسي سنة 559هـ الموافق لـ 1166م في جزيرة صقليّة.