المقدمة:

ترتكز القوة الاقتصادية الأمريكية على دعائم ( ركائز – أسس ) متنوعة بشرية وتنظيمية وطبيعية . ففيما تتمثل هذه الدعائم ؟

I- الدعائم البشرية :

1. الدعائم الديمغرافية : ( كل ما يتعلق بالسكان ونموهم طبيعيا أو ديمغرافيا )

- ضخامة عدد السكان ( حوالي 314 مليون نسمة سنة 2012 ) فهي رابع قوة بشرية في العالم

- ارتفاع نسبة الشريحة العمرية المنتجة ( الشباب والكهول ) إلى 67 % سنة 2012

- أهمية عدد المهاجرين الوافدين إلى الولايات المتحدة الأمريكية منهم الشرعيون مثل الإطارات العليا والكفاءات العلمية ففي سنة 2002 مثلا استقبلت 195000 كفاءة علمية من كل مناطق العالم وخاصة آسيا ( الصين – الهند – الفيليبين ) ومنهم غير الشرعيين الذين بلغ عددهم سنة 2010 11.2 مليون حيث يتسلل سنويا بين 400 و 500 ألف مكسيكي مستغلين القرب الجغرافي .

تنوع التركيبة العرقية للمجتمع الأمريكي.

2. ارتفاع مستوى العيش الأمريكي:

- ارتفاع معدل الدخل الفردي السنوي إلى أكثر من 50000 $ وهو ما يجعل من الأمريكيين سوقا استهلاكية ضخمة للمنتوجات الأمريكية أو المستوردة .

- ارتفاع مؤشر التنمية البشرية إلى أعلى المستويات 0.937 سنة 2012 وهو ما يؤكد تمتع الأمريكيين بعدة خدمات .

تنشيط كل القطاعات الإقتصادية .

3. التحضر و الهجرة الداخلية :

أ. التحضر وأهم المدن الأمريكية:

تعتبر منطقة الشمال الشرقي أقدم وأهم منطقة تحضر في الولايات المتحدة الأمريكية فهي تضم الميغــــالــــوبــوليــــس ( المجرة الحضرية) وخاصة نيويورك العاصمة الاقتصادية للولايات المتحدة الأمريكية والمحرك الرئيسي للاقتصاد الأمريكي والعالمي.

ب. الهجرة الداخلية:

يُظهر نسق نمو المدن الأمريكية تفاوتا بينها :

- في الشمال الشرقي باستثناء واشنطن العاصمة الفيدرالية تشهد بقية المدن تباطؤا في نسق نموها متماشيا مع تباطئ نسق نموها الاقتصادي وخاصة حركة الهجرة الداخلية نحو الأقاليم الصناعية الحديثة المزدهرة .

- في بقية مناطق الولايات المتحدة الأمريكية تتميز المدن بسرعة نموها فهي تستقبل المهاجرين من الشمال الشرقي مما يزيدها حيوية.

أهمية دور التحضر كمحرك للنشاط الاقتصادي وقد ساعدت الهجرة الداخلية في تدعيم الحيوية الاقتصادية للأقاليم الجنوبية والغربية .

II- الدعائم التنظيمية :

1. العناية بالبحث العلمي والتقني ومواكبة التطور الاعلامي:

- يحتل البحث العلمي والتقني مكانة هامة في الولايات المتحدة الأمريكية على مستوى المبالغ المالية المخصصة له وعدد الباحثين فيه والاختصاصات والنتائج المحققة فيه.

تفوق الولايات المتحدة الأمريكية في مجال التكنولوجيا العالية على مستوى درجة التطوير وخاصة مداخيل المبيعات منها.

- ساهمت مواكبة التطور الاعلامي في تدعيم العلاقة المتينة بين القطاعات الاقتصادية وتسهيل العديد من الاجراءات .

2. دور الدولة تجاه المؤسسات وفي التحكم في المجال:

- تحرص الدولة على خدمة مصلحة المؤسسات الأمريكية بتخفيض الأداءات والحد من العقبات أمام ترويج الانتاج .

لجوء الولايات المتحدة الأمريكية إلى القوة لتحقيق هذه المصلحة في عدة مناطق من العالم مثل منطقة الخليج الثرية بالنفط .

- كما تحرص الدولة على التحكم في المجال الأمريكي عبر الشبكات المتنوعة البرية والبحرية والجوية والنهرية المتخصصة في نقل الأشخاص أو البضائع أو المواد المتنوعة.

أهمية دور الدولة في الداخل والخارج عل مستوى خدمة مصلحة المواطنين الأمريكيين والاقتصاد الأمريكي.

3. دور الشركات عبر القطرية:

تملك الولايات المتحدة الأمريكية حوالي نصف الشركات عبر القطرية الهامة في العالم وهي تنشط خاصة في أوروبا وآسيا.

4. ضخامة رؤوس الأموال والاستثمارات الأجنبية المباشرة :

- تتميز المؤسسات الأمريكية بضخامة رأسمالها في مختلف القطاعات الاقتصادية.

- تتلقى الولايات المتحدة الأمريكية استثمارات مباشرة ضخمة في أنشطتها الاقتصادية باعتبارها تحقق أرباحا هامة بلغت هذه الاستثمارات سنة 2012 257.428 مليار دولاربعد أن تراجعت بشكل حاد سنة 2002 إثر أحداث 11 سبتمبر2001 ثم سنة 2008 نتيجة الأزمة الاقتصادية الأمريكية ويمكن تلخيص تطورها بين 1990 و2012 بهذا الرسم :

ارتباط الاستثمار الأجنبي بالازدهار الاقتصادي لهذا البلد إلى جانب توفر الأمن.

III- الدعائم الطبيعية:

1. شساعة المجال وتنوع المناخات:

تمتد الولايات المتحدة الأمريكية على 9.363 مليون كم2 منها 3.7 مليون كم2 سهول خصبة صالحة للزراعة يمتد أغلبها في الجنوب الشرقي للبلاد ( السهول الأطلسية والسهول الكبرى )

تنوع المناخات .

توفر عوامل تضاريسية ومناخية مساعدة في الجزء الشرقي والساحل الغربي

2. ثروة مائية وغابية هامة :

- تشق التراب الأمريكي شبكة هامة من الأنهار تنبع خاصة من جبال الروكي وأهم هذه الشبكات شبكة الميسيسيبي . وهي توفر كميات هامة من الموارد المائية تستغل في المجال الفلاحي إلى جانب المياه الباطنية .

امتداد الأراضي السقوية في العديد من المناطق الجافة خاصة في الجزء الغربي من الولايات المتحدة الأمريكية .

- تمتد الغابات على 3 ملايين كم2 في جبال الأبالاش وفي المرتفعات الغربية وهي تستغل لانتاج كميات هامة من الخشب والورق.

3. ضخامة الانتاج المنجمي والطاقي:

- توفر الولايات المتحدة الأمريكية كميات هامة من الانتاج المنجمي العالمي وتحتل به مراتب عالمية متميزة.

- كما توفر كميات هامة من الانتاج الطاقي العالمي بمختلف أصنافه وخاصة الطاقة النوويية وتحتل به مراتب عالمية متميزة .لكن الاستهلاك خاصة في مجال النفط ( امتلاكها لأكبر أسطول نقل في العالم ) جعل موازنتها الطاقية عاجزة فالولايات المتحدة المريكية هي أكبر مستورد للنفط في العالم رغم ضخامة الكميات المنتجة .

الخاتمة :

ساهمت هذه العوامل المتنوعة في بناء اقتصاد قوي لا يقتصر نفوذه على الولايات المتحدة الأمريكية بل امتد إلى خارجها. فماهي مظاهر امتداد النفوذ الأمريكي في العالم ؟